خمسة وأربعون نصيحة
من أهم ما يتميز به المسلم والمسلمة اللذان تعلق قلباهما بالله وطبقا في حياتهما شرعه ، وامتثلا أمره تلك الراحة النفسية والاطمئنان القلبي ، فلا تراهما إلا مبتسمين حتى في أحلك الظروف وأقسى الحالات فهما يدركان أن ما أصابهما لم يكن ليخطئهما ، وأن ما أخطأهما لم يكن ليصيبهما ، فلا يتحسران لفوت محبوب ،ولا يتجهمان لحلول مكروه ، فربما كان وراء المحبوب مكروهاً ، ووراء المكروه محبوباً : ﴿ وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ﴾ لا تغرهما زخارف الدنيا وإن كانا يتركان نصيبهما منها : ﴿ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ . لمعرفتهما أن الدنيا يقصر عمرها وامتلائها بالغصص والنكد لا تستحق أن يغضب الإنسان من أجلها ، ولا أن يتحسر لفوت شيء منها ، فهي لا تساوي شيئاً مع الآخرة دار القرار، حيث النعيم الأبدي ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر للمؤمنين الصادقين . أخي المسلم : لو صفت الدنيا من الأكدار ، وخلت من المصائب – وذاك محال – فإن مجرد تذكر الموت يجعل حلوها مراً ، وكثيرها قليلاً ، وطويلها قصيراً ، وصفوها كدراً ، هذا لو ضمن الإنسان عمراً طويلاً ، فكيف وهو إذا أصبح خشي ألا يمسي ، وإذا أمسى خشي ألا يصبح ، وإذا أنقشعت سحابة مصيبة أقبلت أخرى ، يروعه فقد الأقربين ، وموت الأصدقاء ، وعندما يحس بألم عارض في عضو من أعضائه أو يخيل إليه زيادة في خفقان قلبه ، أو يحس بقلة شهية للطعام يرتسم شبح الموت أمام ناظريه ، فإذا هو يفزع ويخاف فيزداد مرضاً وتخيم عليه الوحشة ، وكأن ذلك الخوف مانع من نزول الموت أو مبعد له ، تراه شاباً مكتمل الحيوية والنضارة والنشاط ، ممتلئ الجسم فلا يلبث العمر أن يطوح به إلى خريفه فإذا هو محدودب الظهر ، متغضن الوجه ، يتعبه أدنى جهد ، ويهده أقل عمل . وتراه غنياً يسكن القصر الشامخ ، ويركب السيارة الفارهة ، ويجلس على الفراش الوثير ثم تنقلب به الأيام فإذا هو يسكن ما كان يأنف من سكناه ، ويركب ما كان يزدري ركوبه ، ويلبس ما كان يستخشن لبسه ، ويأكل ما كان يعاف أكله ، إن لذة الحياة وجمالها ، وقمة السعادة وكمالها ، لا تكون إلا في طاعة الله التي لا تكلف الإنسان شيئاً سوى الاستقامة على أمر الله وسلوك طريقه ، ليسير الإنسان في الحياة مطمئن الضمير ، مرتاح البال ، هادئ النفس ، دائم البشر طلق المحيا ، يعفو عمن ظلمه ، ويغفر زلة من أساء إليه ، يرحم الصغير ويوقر الكبير . يحب قضاء حاجات الناس ، ويكون في خدمتهم ، ويتحمل أذاهم ، ثم هو لا يفرط في صغير ولا كبير من أمر الله ، بل يحرص على كل عمل يقربه إليه ويدنيه منه ، فإذا نزلت به المصائب تلقاها بصبر ورضا ، وإذا جاء الموت رأى فيه خلاصاً من نكد الدنيا ، ورحلة إلى دار الخلود . أخي المسلم : في هذه الصفحات مجموعة إرشادات ، وثلة توجيهات عندما تطبقها في واقع حياتك وتحرص على التشبث بها ، وتندم على فواتها ، ستنقلب حياتك من شقاء إلى راحة ، ومن تعاسة إلى سعادة ، بل ستحس للحياة طعماً آخر ، وتنظر لها نظرة أخرى وهذه هي النصائح : 1 - احذر الثرثرة وكثرة الكلام قال تعالى : ﴿ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ﴾ واعلم أن هناك من يحصي كلامك ويعده عليك :﴿ عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ﴾ . وليكن كلامك مختصراً وافياً بالغرض الذي من أجله تتحدث . 2 – إقرئ القرآن الكريم ، واحرص أن يكون لك ورد يومي منه ، وحاول أن تحفظ منه قدر ما تستطيع ، لتنال الأجر العظيم يوم القيامة . عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ) صحيح سنن الترمذي .
3 - ليس جميلاً أن تتحدث بكل ما سمعت ، فإن في هذا مجالاً للوقوع في الكذب . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ﴿ كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ﴾ رواه مسلم . 4 - إياك والتباهي الافتخار بما ليس عندك لأجل التكثر والارتفاع في أعين الناس ، فعن عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت : يا رسول الله ، أقول إن زوجي أعطاني ما لم يعطني ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) متفق عليه . 5 - إن لذكر الله تأثيراً عظيماً في حياة المسلم الروحية والنفسية والجسمية والاجتماعية ، فاحرص أخي المسلم أن تذكر الله كل حين على أي حالة كنت فقد مدح الله عباده المخلصين بقوله : ﴿ الذين يذكرون الله قيماً وقعوداً وعلى جنوبهم ﴾ آل عمران 191 . وذكر عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن شرائع الإسلام كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به . قال : ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ) سنن الترمذي . 6 - إذا أردت الحديث فإياك والتعاظم والتفاصح والتقعر في الكلام ، فهي صفة بغيضة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : ( وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ) سنن الترمذي .
7 - ليكن لك أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم من إطالة الصمت وطول الفكر ، وعدم إكثار الضحك والاستغراق فيه ؛ فعن سماك قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ( نعم ، فكان طويل الصمت ، قليل الضحك ، وكان أصحابه يذكرون الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما تبسم ) المسند . وليكن حديثك – إن تحدثت – بخير وإلا فالصمت أولى بك ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) رواه البخاري . 8 - إياك ومقاطعة الناس أحاديثهم أو ردها عليهم أو إظهار الاستخفاف بها ، وليكن حسن الاستماع أدباً لك ، والرد بالتي هي أحسن شعاراً لشخصك . 9 – احذر كل الحذر من السخرية بطريقة كلام الآخرين ؛ كمن يتلعثم في كلامه أو عنده شيء من التأتأة أو اللثغة ، قال تعالى :﴿ يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ﴾ . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره .. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) رواه مسلم .
10 - إذا سمعت قراءة القرآن الكريم فاقطع الحديث أياً كان موضوعه ؛ تأدباً مع كلام الله ، وامتثالاً لأمره حيث يقول :﴿ وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ﴾ . 11 – اجتهد على وزن الكلمة في نفسك قبل أن يقذفها لسانك ، واحرص أن تكون الكلمة صالحة طيبة في سبيل الخير ، بعيدة عن الشر وما يوصل إلى سخط الله ، فللكلمة مسئولية عظيمة ، فكم من كلمة أدخلت صاحبها إلى الجنة ، وكم من كلمة هوت بصاحبها في قعر جهنم فعن أبي هريرة رضي الله عنة عن النبي صلى الله علية وسلم قال: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات ،وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري . وفي حديث معاذ رضي الله عنة عندما سئل النبي صلى الله علية وسلم : و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال صلى الله علية وسلم : ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ) سنن الترمذي . 12استعملي لسانك وهو النعمة العظيمة من الله عليك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير ، قال تعالى :﴿ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ﴾ النساء 114 . 13 - التعلم أمر محمود وسبيل كريمة ، عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علينا النبي صلى الله علية وسلم وأنا عند حفصة فقال لي : ( ألا تعلمين هذه – يعني حفصة – رقية النملة كما علمتيها الكتابة ) رواه أحمد . 14 - ليس المراد من التعلم نيل الشهادات وبلوغ الرتب والحصول على الوظيفة والعمل ، بل معرفة أمور الدين وإدراك أحكامة ، وإجادة قراءة القرآن الكريم حتى تعبد المرأة ربها على بصيرة ، كما أن مقصودات ، التعلم إدراك طرق التربية السليمة ، كما تمثلها حياة الرسول صلى الله علية وسلم وحياة أصحابه وسلف هذه الأمة، لتعيش المرأة في سعادة وهناء. 5- ابتعد كل الابتعاد عن الاستهزاء أو السخرية بغير المتعلم من إخوانك، ومن الترفع على منهي دونك في التعلم ، وليكن التواضع وخفض الجناح يزداد بارتقائك في سلم التعلم ، وإلا فإن علمك وبال عليك ، عن كعب بن مالك رضي الله عنة قال: سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول: ( من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله النار).
6 - نزهي سمعك عن سماع الموسيقى والغناء والكلام الفاحش
وليكن حديثك – إن تحدثت – بخير وإلا فالصمت أولى بك ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) رواه البخاري .
8. إياك ومقاطعة الناس أحاديثهم أو ردها عليهم أو إظهار الاستخفاف بها ، وليكن حسن الاستماع أدباً لك ، والرد بالتي هي أحسن شعاراً لشخصك .
9. احذر كل الحذر من السخرية بطريقة كلام الآخرين ؛ كمن يتلعثم في كلامه أو عنده شيء من التأتأة أو اللثغة ، قال تعالى : ﴿ يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ﴾ . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره .. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) رواه مسلم .
10. إذا سمعت قراءة القرآن الكريم فاقطعي الحديث أياً كان موضوعه ؛ تأدباً مع كلام الله ، وامتثالاً لأمره حيث يقول : ﴿ وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ﴾ .
11 خفض الجناح يزداد بارتقائك في سلم التعل، وإلا فإن علمك وبال عليك ، عن كعب بن مالك رضي الله عنة قال: سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول: ( من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله النار ) سنن الترمذي .
19. الحذر من حضور مجالس السوء والاختلاط بأهلها ،وسارع-رعاك الله- إلى مجالس الفضيلة والخير.
20. إذا جلست مجلسا وحدك أو مع بعض أخواتك فليكن ذكر الله دائما على لسانك حتى ترجع بالخير وتحظى بالأجر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت علية من الله ترّة ، ومن اضطجع مضجع لا يذكر الله فيه كانت علية من الله ترّة ) أي حسرة وندامة وتبعة يوم القيامة ، واذا أردت القيام من المجلس فلا تنس أن تقول : ( سبحانك اللهم وبحمدك . أشهد أن لا اله الا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ) سنن الترمذي ، حتى يغفر الله لك ما كان من لغط في ذلك المجلس.
21. طهر- أخي المسلم – مجلسك من الغيبة والنميمة ، امتثالا لأمر الله وخوفا من عقابة ، فإنها من الصفات المرذولة والأخلاق الممقوتة ، قال تعالى:﴿ ولا يغتب بعضكم بعضا أي يحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ﴾ الحجرات.
22. اذا بدر من إحدى الحاضرين كلمة نابية أو خطأ ، فإن من واجبك النصح له بعد إنصرافه من المجلس بكلام لطيف وأسلوب طيب.
23. احرص على اقتناء الكتب المختارة المفيدة لتجعل منها مكتبة منزلية ، يستفيد منها الجميع .
24. أحذر أخي المسلم أن تضيع وقتك في قراءة الأشياء غير المفيدة ، وابتعد كل الابتعاد عن قراءة الأشياء الضارة كالمجاملات الساقطة والروايات الهابطة التي يحاول كتابها نشر الرذيلة وإشاعة الفساد وإياك ودخولها بيتك ، وكن حربا عليها
30. إذا كنت في السوق أو في طريقك إليه فلا تكثر الالتفات ، فللبصر مزالق خطيرة .
31. إذا رأيت منكراً في السوق أو في طريقك إليه وجب عليك إنكاره ، ولو لم تستطيع إلا بقلبك من مقت المنكر وبغضه ، قال تعالى : ﴿ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ﴾ التوبة .
34. أنت ضعيف ومحتاج ومفتقر إلى الله فارفع أكف الضراعة إليه دائماً طالباً منه العفو والعافية والتوفيق في الدنيا والآخرة ، ترجع بالخير منه سبحانه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً ) ابن ماجه . وإياك واستعجال الإجابة ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يرفع يديه حتى يبدو إبطه يسأل الله مسألة إلا آتاه الله إياها مالم يعجل . قالوا : يا رسول الله ، وكيف عجلته ؟ قال : يقول : قد سألت وسألت ولم أعط شيئاً ) الترمذي . وابدئ دعاءك بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واختميه بذلك ، وأقبل على الله بصدق ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يسجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ ) الترمذي . وإياك والدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم . وإذا لم تري استجابة ظاهرة لدعائك فلا تحزن لذلك ، فقد يدخره الله لك في الآخرة ، أو يكفر به عنك ذنوباً ، أو يصرف به عنك مكروهاً سيحيق بك .
35. تقربي إلى الله بالفرائض والنوافل وأنواع القربات ، تنال الأجر العظيم ، وترتق إلى الدرجات الرفيعة وتكون من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، يستجيب الله دعاءهم ، ويذهب همومهم ويملأ بالسكينة قلوبهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري .
36. إذا رأيت مسلماً متمسكاً بدينه ، مستجيبا لأمر ربه ، معتزاً بعقيدته فأشعره بالحب واتخذه خليلاً فللحب في الله منزلة عالية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ) . الترمذي .
37. إن الوقت إذا لم تحسن تقسيمه ضاع عليك ، فأنت بحاجة إلى القيام بواجبات أهلك أو زوجك والاطلاع النافع والقراءة المفيدة وزيارة الأقارب .
38. زيارة الرحم تجلب البركة في العمر والرزق ، فاحرص على زيارة أقاربك ، ولتكن زيارتك لهم ذات فائدة ، فترغبهم في الخير ، وتخوفهم من الشر ، وتدفعهم إلى النافع ، وتحذرهم من الضار ، وتعظهم بالتي هي أحسن مع اطمئنانك على صحتهم ، وسؤالك عن أحوالهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) متفق عليه .
39. لا يغرنك كثرة المخالفين لأمر الله والمهاونين بتطبيق شرعه ، فسيأتي يوم يعض الظالم على يديه ويفرح المؤمن بنجاته فرحاً كبيراً ، وهو يرى أهوال القيامة فلا يملك إلا أن يقول وهو يمسك كتابه بيمينه : ﴿ هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملق حسابية ﴾ سورة الحاقة .
40. ازرعي في قلبك الرحمة والعطف ، فارحم الصغير والكبير بل والدابة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم لا رحم ) البخاري .
وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي ، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ) . قالوا : يا رسول الله ، وإن في البهائم أجراً ؟ فقال : ( في كل ذات كبد رطب) البخاري .
41 42. كون معتز بدينك متعالٍ بعقيدتك : ﴿ وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾ آل عمران : 139 ، وإياك والاستحياء من إظهار شعائر دينك والاستخفاء بها .
43 ساعد على نشر الخير والفضيله ، والخلق الجميل ، والعلم النافع في بيتك ومدرستك ولدى أقاربك وبين أصدقائك .
44 كون مبتسماً دائماً ، فإن هذا لا يكلفك شيئاً ، وهو في الوقت نفسه يعود عليك بحب الآخرين كما تحظى بالأجر . قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) .الترمذي .
47. إياك والغضب والانفعال ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني . قال : ( لا تغضب فردد مراراً قال : لا تغضب ) البخاري . واعلمي أن الغضب من الشيطان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) رواه أحمد .
49. لا تتهاون في موضوع الصلاة فتؤخرها عن وقتها ، وذلك عند انشغالك بأعمالك أو اللهو بالكلام الفارغ مع الغير . وأعوذ بالله أن تكون من هذا الصنف ، وأنت تقرأ قول الله تعالى : ﴿ فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾ أي يؤخرونها حتى يفوت وقتها .